June2010Banner


اليوم الوطني
الربيع الثمانون
ملوك الدولة السعودية الثالثة توارثوا عن أبيهم خدمة الإسلام، والدفاع عن قضايا الأمة، وترسيخ مبدأ الحوار مع الآخر.

ثمانون عامًا مرت على قصة الأمير الثائر الذي ولد خارج أرض الوطن، عاش فيها في كنف والده الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، يتجرع مرارات الاغتراب بعيدًا عن أرض الجدود التي تفتحت عيناه على صفاء أجوائها، وألفت ذاكرته «شبة النار» في مساءاتها، وعبق الذكرى الذي يضوع في المكان، مع حلول اليوم الأول من «الميزان».

الرياض: أسامة الزيني

على خطى المؤسس
طوال ثمانين عامًا لم تحد المملكة قيد أنملة عن القيم التي أرساها المؤسس، أجيال مضت، وأبناء المؤسس، ملوك الدولة السعودية وأمراؤها، على نهج والدهم الكريم وقيمه ومبادئه. ثمانون عامًا والإسلام يُخدم ويُصان، والمملكة عامًا بعد عام تعزز مكانتها قبلة للإسلام والمسلمين، وكما بدأ الملك عبدالعزيز عهده بتوسعة الحرم الشريف عام 1375هـ، المهمة التي أكملها ابنه الملك سعود، ثم الملك فيصل، ثم الملك فهد، وعلى الطريق ذاته واصل ابنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عهده بالتوسعة الكبرى بتكلفة تجاوزت 40 مليار ريال، فضلاً عن جسر الجمرات الذي جعل من رحلة الحج رحلة سكينة وأمان في رحاب الإيمان، بالإضافة إلى قائمة من المسابقات الدولية للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يضطلع بها أبناء المؤسس أصحاب السمو الملكي, الأمير سلطان ابن العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
ثمانون عامًا والمملكة تساند قضايا الأمتين الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين.

أرض مباركة.. مهد الإسلام
كما كانت المهمة الأولى للملك المؤسس تنوير عقول الناس، والأخذ بأيديهم في بناء مجتمع موحد متضامن على صحيح منهج الإسلام. بقيت هذه المهمة الشغل الشاغل والهاجس الأكبر لأبنائه، الذين تنوعت عطاءاتهم لأمتهم الإسلامية، وامتدت خدمتهم لدينهم وأمتهم على محاور عدة منها: التضامن الإسلامي، وإنشاء رابطة العالم الإسلامي، وتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي، وتنسيق العمل العربي والإسلامي، والمصالحة بين الفرقاء المسلمين، والقضاء على أسباب الخلاف بين الدول الإسلامية، وتوحيد الصف في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية، ونصرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وتشجيع الحوار الحضاري مع الآخر، والدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة، وإنهاء الصراعات المسلحة، وحقن دماء المسلمين، والمحافظة على وحدة الدول الإسلامية، ومنع محاولات التقسيم، ومناصرة القضية الفلسطينية، ومشاركة علماء المملكة في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين، ودعم المنظمات والجمعيات والجامعات العربية والإسلامية، وإنشاء المجامع الفقهية الإسلامية ودعمها، ودعم مسيرة البنك الإسلامي للتنمية وتطويره، وإنشاء الندوة العالمية للشباب الإسلامي، والهيئات الإغاثية الإسلامية العالمية، ورعاية مؤتمرات القمة الإسلامية وتفعيل قراراتها، ورعاية مجمع الفقه الإسلامي في دوره البارز في توحيد الأمة والحد من الخلافات الفقهية ومنع الفتن الطائفية، ودعم نشاط رابطة العالم الإسلامي وتفعيلها، بالإضافة إلى جهود المملكة في النواحي الثقافية والإسلامية، وتعليم أبناء المسلمين، والمنح الدراسية، والمراكز الإسلامية، وإنشاء المساجد والملحقيات الثقافية السعودية.

مملكة الإنسانية
لم يكن الجانب الإنساني بأقل حظًا من الجوانب السياسية، والدينية، والاقتصادية في عهد المؤسس الذي كان دائم التحري للعدل والإنصاف بين الجميع، مع ما كان يتمتع به، طيب الله ثراه، من العطف والكرم، إذ كان يعطف على الناس، ويتفقد شؤونهم، ويتولى بنفسه توزيع الصدقات، والروايات حول هذا النوع من المشاهد لا تقبل الحصر، سواء المرتبط منها بالمؤسس أو المرتبط بأبنائه ملوك دولته الذين كانوا في عطائهم ومواقفهم الإنسانية كالريح المرسلة، حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي استهل عهده بطفرة تنموية شاملة وغير مسبوقة، ولا تزال ألوان الدعم لفئات شعبه على تباين ظروفها وأعمارها ومواقعها تتوالى يومًا بعد يوم، بل تجاوز عطاؤه، حفظه الله، حدود بلاده، وتفيأ ظلاله كثير من شعوب الأرض في أوقات النوازل والملمات، حتى إن برنامج الغذاء العالمي منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، جائزة «البطل العالمي لمكافحة الجوع لعام 2008 في مدينة دافوس السويسرية، بمشاركة عدد من ممثلي حكومات الدول، والمنظمات الدولية، والشركات الكبرى. كما اختارت مجلة «فوربس» الأمريكية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبدالعزيز ضمن أكثر الشخصيات القيادية السبع والستين الأكثر تأثيرًا في العالم، والشخصية الأولى على المستوى العربي.

وعلى النهج الإنساني نفسه الذي بدأه المؤسس، وسار عليه أبناؤه ملوك دولته، وعززه وأكده بكل ما أوتي من قوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يسير ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، صاحب الأيادي البيضاء على أبناء شعبه وعلى الإنسانية التي منحته جائزة السلام والبيئة من مركز التعاون الأوروبي العربي، واختارته مؤسسات عاملة في مجال التنمية الإنسانية شخصية التنمية الإنسانية لعام 1426هـ/2005م، ومنحه مركز راشد في دبي لعلاج الطفولة، ورعايتها جائزة الشخصية الإنسانية لعام 2002، ومنحته منظمة اليونسكو ميدالية ابن سينا الذهبية، تقديرًا لجهود سموه الإنسانية والثقافية التي تتجسد في دعمه الإنساني المتواصل لكل أوجه الخير، وعطائه الذي تجاوز حدود الوطن إلى آفاق العالمية عبر مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، بالإضافة إلى رفد الثقافة ودعمها بمختلف الوسائل، التي من شأنها إغناء الحركة الثقافية داخليًا وخارجيًا، في تأكيد جديد لتقفي أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود آثار والدهم، واتباع نهجه السديد الذي لم يعد يساور أيًا من المراقبين أدنى شك في أنه النهج الذي ارتضاه أبناؤه خريطة لمسيرة بلادهم نحو غد استمد من الماضي قيمه ومواقفه، ومن الحاضر وفاءه لماضيه واعتزازه بتاريخه، وأخذه بأسباب القوة، مع إرادة قوية للإصلاح والتطوير، من أجل مستقبل أوفر رخاءً، وأقوى منعة، وأعمق يقينًا.